منوعات

د. عمرو خالد: ماتركس الحياة.. اخرج أحلى ما في داخلك

كيف تجعل من حياتك غاية الحب والخضوع لمراد الله.. (ماتركس الحياة)
هذه هي قمة العبودية لله في العشر الأواخر بل في حياتك كلها
الله تعالى لايحب أكثر من عبده المحسن
ليس شرطًا أن تكون داعية أو شيخًا حتى تعمل لدى ربنا
هكذا تتخفف من الضغوط الثقيلة في الحياة
طريقة رائعة تغير بها مستقبلك في الطريق الصحيح

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إنه لكي يشعر الإنسان بالسعادة، عليه أن يستمتع يكونه عبدًا لله الأحد، وأن يعيش منزلة العبودية، موضحًا أن أجمل ما في العبودية لله، أن تعمل لدى الخالق، تصلح له في أرضه على قدر ما تستطيع، لأن الهدف من وجوده أصلاً أن يعمل لدى ربه، وأن يعبده على مراده لا هواه، “لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به”، ومراده كما قال القرآن عند خلق آدم: “إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً”، ولن يستطيع أن يمارس العبودية المطلوبة إلا عندما يعبده بإحسان.

وأوضح خالد في الحلقة الحادية والعشرين من برنامجه “حياة الإحسان”، المذاع عبر قناته على موقع “يوتيوب”، أن الله تعالى لايحب أكثر من عبده المحسن، وقد وردت كلمة المحسن 7 مرات في القرآن، وهو ما يعني أن تكون عبدًا لله، تصلح وتعمّر بمراد الله، بأحسن ما لديك: ” إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا”.

وأشار إلى أنه “ليس شرطًا أن تعمل عملاً دينيًا بحتًا (داعية أو شيخ) حتى تعمل لدى ربنا، لكن أن تمارس أي عمل في الدنيا، بنية إعمار الأرض وإحسان، والإحسان مع العبودية ستجد فيه نوعًا من المتعة.. لماذا؟ لأن العبودية انتماء، والإنسان عندما ينتمي لشيء يخرج أجمل وأفضل ما لديك”.

واستشهد خالد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل”، ويقول الله تبارك وتعالى: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”، لافتًا إلى أن “كل مخلوق له وظيفة في الكون، وأنت مخلوق قبل ان تُخلق لك وظيفة، مكتوب على جبينك، موجودة في جيناتك، في موهبتك لإعمار الكون، ” أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ”.

وشدد على أنه “لا مخلوق على وجه الكون إلا وله دور في إعمار الكون (نحل- نمل – شمس- قمر طيور- حشرات – أسماك – ملائكة – جن – حديد – نحاس – إنسان، كلهم عباد الله)، “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ”.

وشبه خالد الأمر بـ “ماتركس” (مصفوفة) لوحة ضخمة، من الأرض للسماء، مقسمة طولاً وعرضًا، باسم كل كائن وإنسان لا إله إلا الله الأحد “إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا”، وهذا “الماتركس” مقسمة مربعات فيها علامات ✓ و x .. وكل من عاش عبدًا يؤدي وظيفته بإحسان أمامه علامة ✓.

وقال إن “الأرض والسماء يعلمان دورهما جيدًا ووظيفتهما على الماتركس “ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ “، وأشار إلى أن دور الإنسان إعمار الأرض بإحسان، يعمل ويحصل على ثواب، طالما نوى بعمله أنه عبد وعمل بإحسان، أما من يغش أو يسرق، فهو بذلك يفسد منظومة الله، “إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”.

4 أنواع على الماتركس
وقسم خالد البشر إلى 4 أنواع على الماتركس: محسن – مفسد- تارك لمكانه فارغًا- يعمل بلا إحسان، مبينًا أن “الموهبة التي منحها الله لك (اسم الله الوهاب) ليست عبثا، فقد وهبها لك لتستخدمها في إعمار الأرض على الماتركس، ويا ويل من يستخدم موهبته في إفساد الأرض بدل إعمارها “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار”.

حوافز الإحسان

وذكر خالد أن “كل الضغوط الثقيلة الناجمة عن المسؤوليات التي نتحملها في يومنا، مثل: (العمل – المال– الأولاد – المذاكرة – مشاكل البيت – صيانة السيارة) إذا حولناها من واجبات ثقيلة إلى القيام بها بإحسان ستهون، لأنها صارت عبادة “تعبده كأنك تراه”، وتتحول إلى لذه واستمتاع وعبادة وحب لله، فتصبح الحياة متعة وليست مشقة.. الإحسان وسيلة لتحويل الحياة إلى متعة وليست مشقة”.

وقال إن “السعادة والعمل يسيران في خط مستقيم، اعمل بأحسن ما عندك، وانت سعيد لأنك منتم إليه، وستحصل على نتيجة الاحسان، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ لأنك سعيد وتحبه وتعمر له في أرضه، لأنك عبد”، لافتًا إلى أن علم النفس الايجابي يقول: اسعد لتعمل بسعادة، لتزداد سعادة، ليزداد العمل جودة”.

وأشار إلى أن ريتشاد نودال عالم الإدارة وضع طريقة رائعة تغير بها مستقبلك في الطريق الصحيح، لكن قبل أن تغير مجال عملك، افعل 4 خطوات:
– اعرف موهبتك جيدًا.. المواهب الآن قابله للقياس علميًا
– استشر الخبراء الذين تثق فيهم
-وظف مواهبك في عملك الحالي بطريقة جديدة
-اعمل استشارة لأي عمل جديد
-وأنا أضيف لما سبق: اعمل استخارة
لكن متى أغير مكاني؟
قال خالد: “عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة للمدينة، لما يفعل ذلك إلا عندما مضطرًا لذلك، فعندما يغلق أحدهم الباب في وجهك كل ما عليك تذكره هو أنه عندما فعلوا ذلك، فإن كل مايريده الله منك فعله هو أن تخرج وتتحرك لطرق أبواب أخرى، لديه باب أفضل يريدك أن تمر منه بدل الذي أغلق في وجهك”.
وكشف خالد عن تفاصيل خطة التنفيذ في الآتي :
-الذكر يولد عبودية، انتماءً، يجعل روحك تشعر بارتياح بدون أن تفكر لأنها أصبحت سجية.
-عش كل لحظة بإحسان، صل بإحسان، اسمع بإحسان، اجلس مع زوجتك بإحسان، لا تفكر في المستقبل، عش كل لحظة بإحسان.
-عش الإحسان بدون مبالغة، حتى لا يتحول لمرض وهوس (التفاصيل ولوم النفس)، التوازن في حد ذاته احسان.. النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “سددوا وقاربوا”.
الذكر يؤدي للاستمتاع بالعبودية، العبودية تؤدي إلى الشعور بالانتماء، الانتماء يؤدي إلى الإحسان.
شاهد الحلقة:
<iframe width=”878″ height=”494″ src=”https://www.youtube.com/embed/-5beftMyOcE” title=”YouTube video player” frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى