العنف المدرسي اسبابه ونتائجه كتاب جديد لمحمد غازي القاسم

تعتبر مشكلة العنف المدرسي من المشكلات الدخيلة على مجتمعاتنا العربيّة ومدارسنا، على اعتبار أنّ المدرسة هي التي تقوم بغرس القيم الأخلاقيّة والدّينية والوطنية لطلابها، ومما لاشكّ فيه أنّ التطورَ التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي ، لعبت دوراً أساسياً في زيادة مظاهر العنف بكافة أشكاله ، ومنه العنف المدرسي ، حيث أنّ رؤية الأطفال لمشاهد العنف في التلفاز ومقاطع الفيديو على الشّابكة أثّرَ بشكل مباشر على سلوك الأطفال وجعلهم أكثر عدوانيّةً .
حاولنا في هذا البحث تسليط الضّوء على هذه الظاهرة ، وبيان أسبابها، ونتائجها، وطرق الوقاية منها لأنّها تشكل عائقاً أمام نمو المجتمع وتطوّره .
تعريف العنف
العنف لغة: عَنُفَ به، وعليه عُنْفاً ، وعَنَافَةً: أخَذهُ بشدّةٍ وقسْوةٍ. فهو عنيف (ج)عُنُف .
العُنْف: الشّدة والقساوة (ضدُّ الرّفْق) .
ـ للعنف عدة تعاريف منها:
1. هو شكل من أشكال القوة ، وتكون موجّهة للنّفسِ أو للغيرِ بشكلٍ مقصود.
2. هو نشاطٌ يتسبّبُ بالأذى للآخرين، وله أشكالٌ مختلفة : (جسدي ـ نفسي ـ لفظي ـ رمزي ) .
3. معاملةُ الآخرين بغلظةٍ وقسوةٍ باستخدامِ القوة .
4. عرّفَهُ علماء النّفس: هو كلّ نشاطٍ أو سلوكٍ يلحق الضّرر بالآخرين كتخريبِ الممتلكات الخاصّة أو العامة، استخدام التّهكّم والسّخرية ، فرض الآراء والمعتقدات بالكره والإجبار.
ـ العنف المدرسي: شكل من أشكالِ العنف المتعدّدة ، و هو عبارة عن سلوك نفسيّ وحركيّ يتّبعهُ أحد أفراد المنظومة التّربويّة، وتكون نتيجتُه الأذى والذي يقعُ على الطّالب أو المدرّس أو البناء المدرسيّ.
أو: هو سلوك فرد أو جماعة يكون ناتج عن توتر أو فقدان التّوازن.
يتمثَّلُ بمجالاتٍ مختلفةٍ : ( شتم ، ضرب ، تخريب ممتلكات المدرسة ….)
أو: نشاط يسبّبُ خللاً في العمليّة التّعليميّة، ويشكّلُ عائقاً أمامَ سيرِ العمليّة التّعليميّة من خلالِ إثارة الفوضى داخل المدرسة.
ـ أشكال العنف المدرسيّ:
• العنف الجسدي: ويكون موجّهاً ضدّ الطّلاب من قِبلِ المعلّمين ، أو من قبل الطّلاب لزملائهم ، أو من الطّلاب لمعلميهم .
ولكن معظم الحالات تكون من قبلِ معلمٍ لطالبٍ ، أو من قبل طالبٍ لطالب آخر.
ـ يتمثّلُ العنف الجسدي بأشكالٍ مختلفة منها:
1. الضّرب، ويكونُ باليد أو باستخدامِ عصاة خشبيّة ، أو خرطوم مياه ، أو قطعة بلاستيكية، ويمكن أن يؤدّي لإيذاءِ الشّخص الذي وقع عليه العنف بجرحه ، أو كسر يده ، أو إصابة جسده برضوض.
2. الصّفع باليد على الوجه، وأحياناً يكونُ بشكلً مُبالغٍ فيه، يؤدي لإصابة العين أو الأذن …
3. العضّ : ومن الحالات التي شاهدتها .. طالبٌ قام بعضّ زميله وتركَ ندبةً مكان أسنانه على يد زميله .
4. فرك الأذن: إمّا باليد، أو في بعض الحالات وضع حصاة على أذن الطّالب وفركها .. لتؤلمه أكثر.
5. شدُّ الشّعر: تكونُ هذه الحالة بين الطّالبات في المرحلة الأولى (مرحلة التّعليم الأساسي ) الحلقة الأولى.
6. ثني الذراع: في مرحلة التّعليم الأساسي ، (الحلقة الثانية) يقوم الطّالب بلوي ذراع زميله للسيطرة عليه.
7. الدّفع: يكونُ بوضع اليد على ظهر الطّالب ودفعه ليسقط على الأرض.
8. الرّكل بالقدم، وفي المشاجرات الجماعية يستخدمُ الطّلاب هذه الحالة أكثر من غيرها.
9. اللّكم: بقبضة اليد وتكونُ على الوجه أو الصّدْرِ.
10. إلقاء أشياء ماديّة على الشّخصِ: كإلقاء الأخشابِ أو قطعة من الحديد.
11. تقييد الشّخص : بشريطٍ لاصق أو حبل.
12. البصق : بإخراج اللعاب على الوجه.
13. الخنق : باستخدام كلتا يديه ووضعهما حول العنق.
14. التسبب بجروح أو حروق أو خدوش على أنحاء الجسم .
15. الجلوس على صدر الطّالب أو دفعه على الحائط.
16. وضع القدم أمام زملائه ليقعوا على الأرض أو الدّرج.
• النّفسي : تكون الأثار النّفسية غير واضحة المعالم في البداية ، لكنّها تتركُ أثراً يدومُ لسنواتٍ عديدةٍ.
ـ ومن أشكال العنف النّفسي :
1 النّظرة الدّونيّة : بإشعار الطّالب أنّه من طبقةٍ مسحوقة ومهمشة ، وبأنّ المعلّم في عليّة المجتمع .
2 الطّرد من الحصة الدّرسية : يلجأ بعضُ المعلمين لهذا الأسلوب ، نتيجة ضعف خبرتهم وتصدير مشاكل الطّلاب للباحة .
3 توجيه الاتّهامات للطلاب : بإثارة الفوضى والشّغب نتيجة سماع صوت من أحد الطّلاب .
4 الضّحك بسخريّة : ويكون نتيجة لإجابة خاطئة من قبل أحد الطّلاب ، أو لعدم فهم المقصود من قبل المُدرّس .
5 التهديد والتخويف بالفصل : نتيجة تقصير الطّالب في كتابة الوظائف ، أو حفظ الدّروس.
6 التشهير أمام الطلاب : والتحدث عن طالب أخطأ أمامَ زملائه ، وأمام الشعب الأخرى ، وجعل الطّالب أضحوكة بين زملائه .
7 التقليل من شأن الطلاب وزجرهم ، وجرحهم بشكل مستمر .
8 الشّتم بألفاظ نابية ومسيئة ، كشتم أهل الطالب ونعت الطالب بصفات ( حيوان ، بهيم ، دب ، لا تفهم ، مارح تصيروا بشر ….. )
9 الوعيد : وذلك بوضع درجة الصّفر غي الشّفهي أو الوظائف ، أو الرسوب في المادة .
10 التّعالي والفوقية : والتكبر على الطّلاب وجعلهم يكرهون الدرس أو المدرسة.
• التواصل: شكل من أشكال العنف الموجودة في المدارس ، ومن أشكاله :
1 عدم التعبير عن الرأي : يجد الطالب نفسه عاجزاً عن إبداء رأيه خصوصاً عندما يكون الموضوع في مواد كالتّاريخ والفلسفة أو اللّغة العربية ، وعند استخدام المدرّس لطريقة الإلقاء (التّلقين) لا يترك مجالاً للطلاب ليعبّروا عن آرائهم في الموضوع سواء كان إيجابياً أو سلبياً
2 التّركيز و الاهتمام بطلاب محددين : غالباً ما يكونون مميزين دراسيّاً ، ويقلّ الاهتمام بباقي طلاب الصّف ، هذا ويخلق هذا النّوع من الاهتمام الكراهية بين الطلاب ، أو الحسد والاعتداء على الطلاب المميزين .
3 إرهاق الطلاب بالوظائف المنزليّة أو المدرسية : عندما تكون هذه الوسيلة كعقوبة تكون نتيجتها إهمال الطّالب للوظائف والواجبات وتزيد من نفوره من المدرسة و المدرّس .
4 فرض الآراء على الطّلاب و النّظرة الأحادية للموضوع : بعض المواضيع تحتمل أكثر من وجه للحقيقة وتشبُّث المُدرّس برأيه بشكلٍ مغلق لا يسمحُ باستقبال أي رأي مخالفٍ ، يجعل من الموضوع غير ذي أحجية .
5 فرض العقوبات بشكلٍ مبالغٍ فيه : سواءً أكانت كتابية أو رياضية أو جسدية .
• العنف الكتابي : يكون بكتابة شعارات وكلمات على جدرانِ الصّفِ ، أوسور المدرسة ، أو كتب الزّملاء .
ـ ومن هذه الكتابات :
1. كتابات عنصريّة تمجّدُ عرقاً أو قبيلةً أو عائلةً .
2. كتابات جنسيّة على أبواب الحمامات وعلى جدرانها .
3. كتابات سياسيّة مناهضة لنظام الحكم في الدّولة
4. تشويه سمعة الطّلاب أو الطّالبات من خلال كتابة أسمائهم ، وصفاتٍ لهم كيدية نتيجة الكره والحسد والبغض .
5. ومنة أمثلته ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من كلمات وتلفيق القصص على المدرسين والطلاب وقد تؤدي إلى نشر نعوة أو جريمة غير موجودة أصلاً.
6. كتابة أشعار وكلمات على قصاصات ورقية ووضعها في حقائب الطلاب ، يكون هدفها المشاكل بين الطلاب .
• العنف الجماعي :
يعتبر من أخطر أشكال العنف المدرسي ، إذا اتسعت دائرته ممكن أن يخرج عن السيطرة ويؤدي إلى العنف خارج أسوار المدرسة ،
ـ ومن أهم أشكاله :
1. تشكيل عصابات أشرار من الطلاب وابتزاز زملائهم بدفع أموال لهم ، أو ضربهم ، أو تخويفهم وتهديدهم .
2. سرقة أقلام ودفاتر ، وما تحتويه حقائب الطلاب من أشياء ثمينة .
3. الاعتداء على الطّلاب أثناء الانصراف من المدرسة ، وداخل المدرسة ، بحيث يجتمع أكثر من طالبٍ ، ويقومون بضرب أحد زملائهم .
4. خلق الفوضى داخل الصّف وعدم إعطاء فرصة للمدرّس أن يتحدث و يبدأ درسه .
5. الابتزاز : واستغلال حادثةٍ ما في الحصول على الأموال .
• العنف الذاتي : أثره على الشّخص نفسه نتيجة مشاكل نفسية ، وتجارب وخبرات مرَّ بها الفرد فأصبح سلوكه غريباً ومختلفاً عن أقرانه ، وعندما تكون هذه الخبرات لا شعورية ، تصبح معالجتها أمراً صعباً .
ـ ومن أمثلة العنف الذاتي:
1. الاكتئاب : وهو أحد الأمراض النّفسية ، وهو حالة نفسية يشعرُ بها الطّالب بالحزن واليأس وعدم المقدرة على التأقلم داخل المدرسة ونفوره من المدرسين .
2. كره الذات : وخصوصاً عند مقارنة الشّخص ، أو الطّالب بالآخرين فتؤدي تلك المقارنة لنتائج سلبيّة على الذات .
3. إيذاء الذات :وهو إيذاء للجسد ،مثل الجرح بأداة حادة ، أو حرق اليد أو أماكن في الجسم بسكائر ، ولا تكون في بدايتها خطرة ، ولكن في حال تكرارها يمكن أن تؤدي إلى قطع وتر أو الانتحار .
4. الاضطراب النّفسي : وهو شكل نفسي ، أو سلوكي ، يحدث نتيجة شعور الفرد باليأس ، والعجز ، وعدم قدرته على إنجاز الواجبات ، أو النجاح في الامتحان ، أو الإجابة عن الأسئلة كباقي زملائه.
5. اضطرابات الأكل : يمكن أن تكون سبباُ في إيذاء الذات ، كالامتناع عن الأكل لفترات طويلة .
6. الخوف : من المدرسة ، والمدرّس ، أو من الرفاق .
7. التقصير في التحصيل الدّراسي مما يؤدي إلى غياب الطّالب عن المدرسة في الاختبارات أو التّسميع الشّفهي .
8. التّمرّد على المدرّسين وعدم إطاعتهم .
9. استخدام عقاقير طبيّة ، أو حبوب مخدرّة للهروب من الواقع ، نتيجة المشاكل في المدرسة ، أو المشاكل الأسريّة .
10. اضطرابات السّلوك بمختلف أشكاله الحركي ، والعقلي ، والانفعالي .
11. كتابة كلمات ، ورسم وشم على الجسم .
ـ أسباب العنف المدرسي :
(الأسرة ـ المجتمع ـ المدرسة)
أولاً : الأسرة :
الأسرة مجموعة من الأفراد يعيشون معاً ، وتربط بينهم علاقات (الرعاية و الاهتمام ) ، يعيشون في سكن مشترك .
تعتبر الأسرة نواة تأسيس المجتمع ، وهي الحاضنة الأولى للطّفل ، والمسؤولة عن تنشئته في مختلف مراجل نموه ، وخصوصاً في السّنوات المبكرة من حياته ، واكتسابه أنماطاً من السّلوكيات المختلفة ، والتي تكون متوافقة كع عادات و تقاليد وأعراف المجتمع السّائدة .
ـ يُعتبر دور الأسرة جوهرياً ، رغم من وجود مؤسّساتٍ أخرى لها دور في التنشئة الاجتماعية ، ولا شكّ أنّ دور الأسرة لا يتحقق بالشكل الأمثل إلا بفهم وإدراك الأسرة للطرائق السليمة في التّربية وتزويد أفرادها بالقيم والاتّجاهات التي تجعل من الطّفل فرداً ناجحاً وصالحاً في المجتمع .
والمجتمع بالنتيجة هو مجموع الأسر مجتمعة ، لذلك فإنّ نهوض أي مجتمع وازدهاره رهنٌ بالارتباط بمدى قوة الأسرة ، واستخدامها للأساليب التّربويّة في تنشئة أبنائها .
ـ ومن علامات ترابط الأسرة وقوتها :
1. الاعتماد على التربية الصحيحة المستمدة من مبادئ و أخلاق المجتمع .
2. الشعور بالأمان والاستقرار والحب والراحة النفسية بين أفرادها وعدم تحمل الغياب عنها .
ـ وللأسرة وظائف متعددة منها :
• الوظيفة البيولوجية .
• الوظيفة النّفسية
• الوظيفة التّربوية .
ودور الأسرة لا يقتصر على الإنجاب ، وزيادة النّسل ، ورفد المجتمع بعاهات فكريّة ولصوص ومجرمين .
بل يتعدى هذا العمل الذي يشترك فيه الإنسان والحيوان ، يتعدى هذا العمل لإعداد الطّفل بدنيّاً ، ونفسيّاً ، وأخلاقياً ، وروحياً ، من خلال :
1. تربيته على الأمانة والمحاسبة ، وغرس معاني الإخلاص والصّدق والعطاء وحب الوطن والانتماء إليه .
2. الاهتمام بتربيته رياضيّاً والعناية بنظافته وهندامه .
3. إعطائهم الحريّة في التعبير عن أفكارهم ، ورغباتهم .
4. إشراك أفراد الأسرة في وضع حلول للمشكلات الأسرية
5. تجنّب زرع الخرافات في عقولهم ، وتكوين العقليّة العلميّة لديهم .
6. توفير الكتب والمجلات العلمية ، واختيار كتب وقصص تتناسب و أعمار أطفالهم .
7. تعليم الطّفل اللغات وطرق التفكير التي تعتمد على التحليل والتركيب والترميز .
الأسرة والعنف المنزلي :
يعرف العنف المنزلي بأنّه : إلحاق الأذى بين أفراد الأسرة كالعنف بين الزوج والزوجة ، أو بين الأب والأطفال ، أو بين الأم والأطفال ، أو بين الأطفال أنفسهم . مما ينعكسُ سلباً على الأطفال .
تقع مسؤولية كبيرة على الأسرة في حدوث العنف المدرسي القائم بين الطلاب بسبب الظروف الأسريّة الداخلية ، والتي تنعكس على تصرفاته داخل محيط المدرسة وخارجها ، وتجعل منه شخصاً ذا شخصية عدوانية أو انطوائية تعيق تكيفه في المدرسة .
ـ ومن هذه الظروف :
1. الاعتداء الجسدي على الطفل بالضّرب أو الصفع .
2. الانفصال بين الأب والأم ورعاية الطّفل عند أحد أقاربه .
3. وفاة أحد الأبويين وشعور الطفل باليتم .
4. إدمان أحد الوالدين أو كليهما ، على الكحول أو الحبوب المخدرة ، أو المهدئات
5. المعاملة السيئة داخل المنزل للأطفال .
6. انعدام التواصل بين الأهل بسبب الانشغال بالأعمال داخل أو خارج المنزل
7. المشاكل الماليّة وقلة دخل الأسرة ، وعدم تدخل الأقارب لحل المشاكل المالية للأسرة .
8. انعدام الثقة بين أفراد الأسرة .
9. النّزاع بين الأطفال داخل الأسرة ، وعدم تدخل الأهل لتصويب الأخطاء بشكل سريع ومباشر .
10. عدم استقرار حالة أحد الزوجين النفسيّة والانفعالية
11. مرض أحد أفراد الأسرة .
12. مشاهدة البرامج والأفلام التي تساعد على نمو بذرة العنف لدى الأطفال ، والسّماح للأطفال بمشاهدتها .
13. شعور الأطفال بالإحباط والقلق والتوتر والخوف داخل الأسرة .
14. تنمية الشعور بالكره للمجتمع والرّغبة في الانتقام من أفراد المجتمع ، ومن مؤسساته .
وكل هذه الظروف مجتمعة ، أو منفصلة لها دور بارز في مشاهدة آثار العنف لدى الأطفال ، مما يتسبب بأذية جسديّة أو نفسية يكون لها انعكاس على تصرفات الطفل لاحقاً في المدرسة والمجتمع .
ـ حلول المشاكل الأسرية :
أ- حلول على مستوى المجتمع :
1 الندوات المتلفزة والجلسات والمحاضرات التي شأنها تنمية الوعي الثقافي والأدبي والأخلاقي .
2 حل مشكلة عمالة الأطفال وتسرّبهم من المدرسة ، والجدية في تطبيق مبدأ إلزامية التّعليم .
3 معالجة مشكلة الفقر والبطالة في المجتمع .
4 عدم تهميش مناطق السّكن العشوائي وحرمانها من الخدمات الصّحية والتعليمية .
5 الرّقابة الإعلامية على المسلسلات و الأفلام التي تعرض على الشّاشات وفي وسائل التّواصل الاجتماعي .
ب- على مستوى الأسرة :
1 اعتماد أسلوب الحوار والمناقشة في حل المشكلات الأسرية ، واستخدام الأساليب التّربوية في الثواب والعقاب لحل المشكلات ، حيث يكون الثواب أفضل من العقاب .
2 رقابة الأبوين لمصاحبة الطّفل لأصدقائه عن ذوي الأخلاق الحميدة ، وإبعادهم عن الأشرار ورفقاء السّوء .
3 انتشار مشاعر الود والمحبة واللطف بين أفراد الأسرة وخصوصاً بين الزوج والزوجة .
4 منع مشاهدة البرامج التي تحضُّ على القتل و العنف ، والتي تكون فيها مشاهد إراقة الدماء وأن تكون هناك رقابة أسرية على معظم البرامج التلفزيونية ، ومواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً الجوال .
5 عدم معاقبة الطّفل بالضّرب أو الشّتم ، بل استخدام النّصح والإرشاد.
6 عدم القسوة بالتّعامل مع الزوجة أو الأطفال ، وعدم التّفرقة بين الأولاد .
7 تنشئة الأطفال على الأخلاق ومكارمها ، وعلى عادات المجتمع وقيمه ، وإشعار الطّفل بالتقزز والنّفور من العادات السّلبيّة .
8 الاستقرار الأسري ، واستمرار العلاقة بين الزوجين .
9 قلّة عدد أفراد الأسرة وخصوصاً في هذه الظروف المعيشيّة الصّعبة .
10 عدم إهانة الزوجة أمام الأطفال .
11 عدم مقارنة الأطفال بغيرهم …
12 مراعاة القدرات العقليّة لكل طفلٍ في التّعامل ، ومراعاة الفروق الجسدية ، وعدم إرهاقهم بواجبات لا يستطيعون القيام بها .
13 التّشجيع المستمر للأطفال في دراستهم وحياتهم ، وعدم إشعارهم بالإحباط .
14 تعليم الأطفال بعض المهارات ( الرّياضة ، السّباحة ، الفنون …)
ثانياً: المجتمع :
يكون المجتمع سبباً للعنف ، وأحد أبرز داعميه عندما :
1. ينتشر الفقر والعوز في بعض المدن أو القرى .
2. انتشار البطالة .
3. عندما يكون سلوك العنف والأذى مُبرَّراً يرضى عنه المجتمع .
4. افتقار المجتمع لوسائل الإرشاد والتوجيه .
5. انتشار المخدّرات والجريمة وعدم العقاب لمرتكبي الجرائم .
6. عدم وجود خطط واضحة و مستقبليّة للنّهوض بالواقع الخدمي والتّعليمي والثقافي .
7. الحروب والنّزاعات وانتشار الاضطرابات والفوضى ، وعدم الاستقرار السّياسي
8. انتشار السّلاح لبن أفراد المجتمع من دون رقابة أو ترخيص ، وازدياد عدد العصابات و الأشرار .
9. انتشار الرّعب و الخوف نتيجة سوء الأوضاع الأمنية .
10. انتشار الخرافات و الشّعوذة والجهل .
11. إهمال دور الشّباب ، وعدم وضع حلول لمشاكلهم .
12. التّديُّن الشّكلي ، والفهم الخاطئ للدّين وظهور جماعات متطرفة تستغلُّ الشباب وتشجع على القتل والتكفير وإراقة الدّماء .
13. التّزمت والتّعصُّب الديني ، والعرفي وانتشار ظاهرة الثأر ، وانتشار ظاهرة العنف .
ـ أهم الطّرق للقضاء على ظاهرة العنف في المجتمع :
1. تطبيق القانون ، وإلزاميته ، وعدم التهاون في تطبيقه ومحاسبة المخالفين ، لأنّ من أمِنَ العقاب أساء الأدب .
2. التّأكيد على دور الحوار وحل المشكلات بالطّرق اللّاعنفية والقانونيّة وفق تشريعات المجتمع و أنظمته .
3. معالجة أسباب الفقر و الاهتمام بمستوى معيشة الفرد وتحسينه ، لأنّ الفقر عاملٌ أساسيٌّ لانتشار العنف .
4. مكافحة البطالة ، وتأمين فرص عمل للعاطلين عن العمل من خلال خطط مدروسة لأعداد العاطلين عن العمل ، ومبدأ تكافؤ الفرص .
5. الرّقابة الإعلامية للمسلسلات ، و الأفلام والكتب والمجلات التي تحضُّ على العنف .
6. تعليم الدّين بشكله الصّحيح والمتسامح من خلال منابر المساجد والكنائس إقامة النّدوات وبرامج التّلفزيون .
7. عدم تهميش مناطق السّكن العشوائي من الخدمات الصّحية والتعليمية …
8. حل مشكلة عمالة الأطفال، وتسرُّبهم من المدرسة ، والجدية في تطبيق مبدأ إلزامية التّعليم .
9. تنمية الوعي الثقافي و الأدبي والأخلاقي ونشر ثقافة التسامح والمحبة والفضيلة .
10. بذل الجهود لمكافحة ظاهرة العنف في المجتمع لجعل الأشخاص أكثر فهماً لأضرار ومخاطر العنف على المجتمع ، وأثره السّلبي على المجتمع .
11. توفير التّعليم لمن هم خارج المدارس .
ـ المدرسة :
مؤسّسة تربويّة اجتماعية تتبع للدّولة ، وقد تكون حكومية أو خاصة مرتبطة بمنهاج الدّولة وتابعة لها .
تسهمُ إلى جانب الأسرة في إعداد الجيل، تعليميّاً وثقافيّاً و أخلاقياً ، ولا يكون سلوك الطّالب في المدرسة منعزلاً عن حياته في الأسرة والمجتمع ، إنّما انعكاساً لهذه الحياة في أغلب الأحيان .
ـ المدرسة كسبب من أسباب العنف المدرسي :
تصبح المدرسة سبباً للعنف من خلال :
1. كثافة المنهاج الدّراسي ، وإرهاق الطّلاب بالواجبات ونظام الامتحان الذي يعتمد على المعلومات الحفظيّة .
2. ضعف الكادر الإداري ، وقلة عدده في بعض المدارس مما يشكّل إرهاقاً ، وعدم مقدرة على الضّبط داخل المدرسة .
3. ضعف شخصيّة بعض المدرسين ، وعدم قدرتهم على ضبط الصّف ، وعدم تمكُّنهم من مادتهم العلمية .
4. عدم مسايرة الخطط التربوية ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب من قبل بعض المدرسين.
5. عدم استخدام وسائل الاتصال الحديثة في معظم مدارسنا وإعطاء الدروس بشكل تلقيني من قبل معظم المدرسين مما يضطر الطالب لمشاهدة الدروس من قبل المنصات التربوية مما يسهم في وجود وفروق بين ما يشاهده وما يشاهده في المدرسة.
6. عدم وجود دراسات وحلول لمشاكل العنف المدرسي ،واعتبار الموضوع بسيطاً، والاعتماد على دراسات من خارج مجتمعنا وثقافتنا.
7. عدم التواصل مع الأهل ووضعهم في صورة سلوك الطالب بشكل دوري.
8. التنقلات بين المدرسين خلال العام الدراسي وعدم استقرار العملية التعليمية مما يسبب خللاً، والاختلاف بين المدرسين يؤدي بدوره لإثارة الفوضى داخل بعض الصفوف.
9. الجو التربوي المشحون بالتوتر داخل المدرسة بين الكادر الإداري والتدريسي.
10. حرمان الطلاب من دروس الرياضة والرسم والموسيقا.
11. ازدياد أعداد طلاب المدرسة الواحدة وعدد الشعب الصيفية.
12. انتشار ثقافة العنف في محيط المدرسة.
13. الفراغ بين الدروس وغياب بعض المدرسين عن الدوام فيجتمع الطّلاب في الباحة أو أمام المدرسة ويكون سبباً للعنف والمشاكل بين الطلاب.
14. التمييز بين الطلاب وإهتمام المدرسين ببعض الطلاب دون غيرهم وإعطائهم امتيازات (الثناء عليهم دائماً وترك الإجابات لهم دائماً)
15. عدم وجود مدرس مناوب في الباحة أو اداري خلال الاستراحة.
16. استخدام اسلوب الاستهزاء أو التعالي أو النظرة الدونية لبعض الطلاب من قبل المدرسين.
17. عدم وجود مرشد اجتماعي أو نفسي داخل المدرسة أو القيام بدوره ومتابعة الحالات التي تستوجب حلولاً سريعة.
18. الفشل يؤدي ببعض الطلاب إلى الاحباط وارتكاب مخالفات وسلوكيات عدوانية داخل المدرسة.
19. التجمعات لأصحاب التوجهات العدوانية من الطلاب ضمن شلل (عصابات) يتهكمون على زملائهم ويعتدون عليهم بالضرب.
20. التقليل من شأن الطالب واتهام الطالب من قبل المدرس أو زملائه بإحداث الفوضى أو السرقة وهو بريء تكون سبباً في خلق الطالب عدواني لاحقاً.
21. تشويه سمعة الطلاب من قبل زملائهم بدون دليل يكون الدافع (الغيرة-الحسد).
22. عدم شعور الطالب بالأمان داخل المدرسة والخوف من الذهاب إليها.
23. غياب الثواب والتشجيع داخل المدرسة.
24. نعت الطلاب بصفات تقلل من شخصيته (هدفها التهكم والضحك).
الحلول والمقترحات لظاهرة العنف المدرسي
لا يمكن فصل ظاهرة العنف المدرسي عن ظاهرة العنف الأسري والعنف الاجتماعي لأن العنف يولد العنف ومن خلال الحلول لمختلف أشكال العنف نكون مساهما بحل مشكلة العنف المدرسي بشكل أسهل وأسرع ونتيجة تضامر جهود الأسرة والمجتمع والمنظمات الأهلية والحكومية نستطيع الانتقال من حالة العنف إلى اللاعنف.
وهناك مجموعة من المقترحات لعلاج ظاهرة العنف المدرسي أهمها:
1. تعزيز ثقافة المحبة والرحمة والمودة بين الطلاب أنفسهم.
2. تعليم أصول الحوار والتواصل للمعلمين قبل تعيينهم في المدارس واتباع دورات ارشاد نفسي وتقييم أداء المعلمين بشكل سنوي.
3. تفعيل الدروس بشكل جيد في المدارس العامة وعدم وجود دروس فراغ واستغلال أوقات الفراغ من قبل معلمي الأنشطة اللاصفية والمتابع المستمرة للطلاب.
4. الثواب على السلوك الجيد للطلاب ومكافأة الطلاب المتميزين في سلوكهم ودراستهم والتنبيه على السلوك الشاذ أو السيء.
5. تفعيل درجة السلوك في المدارس وجعلها مادة أساسية في نجاح ورسوب الطالب خصوصاً مع تنامي ظاهرة النعف بين الطلاب مما يخلق نوعاً من الانضباط.
6. دعوة أولياء الأمور لمناقشة سلوك أبنائهم بشكل دوري ومنظم.
7. اعادة النظر في المناهج الدراسة والنظام الداخلي للمدراس وتفعيل دروس الرياضة والأنشطة واكتشاف المواهب.
8. وضع خطط وقائية لسلوك الطلاب بحيث تدرس مادة الأخلاق في مراحل متوسطة والمبكرة في المدارس.
9. الاستفادة في تجارب الدول المتقدمة في مجال التربية والتعليم والأخذ بتجاربهم بما يناسب واقعنا.
10. وجود تشاركية بين المدرسة والأسرة والمجتمع المحلي لمعالجة بعض الحالات السلبية بشكل سريع والعمل على ايجاد الحلول بشكل جماعي يسهم في التخلص من الظاهرة قبل انتشارها.
11. جعل المدارس في بنائها وتجهيزها وكوادرها التعليمية عامل جذب للطلاب ومكاناً يشعرون فيه بالانتماء والسعادة.
12. تعزيز ثقافة البناء بدل الهدم والجمال بدل القبح واللاعنف بديلاً للعنف.
13. قدسية المدرس والاعلاء من شأنه مادياً ومعنوياً من قبل الأهل والدولة والنهوض بمستوى المعلم المعيشي.
14. استخدام وسائل الاعلام في محاربة هذه الظاهرة والتوعية والرقابة على المسلسلات التي تسيء لدور المعلن في المجتمع.
15. الاعتراف بالظاهرة ومحاولة وضع الحلول لها بشكل جدي والعمل على ازالة أسبابها.
16. اصلاح نظام الامتحانات.
17. القضاء على ظاهرة التسرب المدرسي وغياب الطلاب وتأخرهم الدراسي.
18. الاهتمام بالتعليم المهني.
19. أن يكون المعلم مثالاً وقدوة وأسوة لطلابه وعلى درجة من الوعي تمكنه من حل المشكلات بالطرق التربوية.
20. عدم اهمال أي شكوى من قبل الطلاب حتى لو كانت بسيطة ومن خلال المتابعة المستمرة للحوادث الصغيرة تمنع وقوع الحوادث الأكثر عنفاً.
21. عدم السخرية من الطلاب الكسالة أو ذوي الاحتياجات الخاصة وأن يكون المعلم أباً وأخاً لهم.
22. عدم استخدام العصا أو أي وسيلة من قبل المعلم تسبب أذى جسدي أو نفسي.
23. اختيار مدير المدرسة وكادره الاداري بعناية وأن يكون متبعاً لدورات في فن القيادة.
24. توفير مناخ ايجابي داخل المدرسة يخلق جو من الحماس والتفوق (الغرف الصفية الواسعة – الاضاءة – المكتبة – المخبر- ساحة الألعاب- المقاعد الدراسية المريحة- غرف حاسوب –وسائل وأدوات تقنية).
25. اشراك الطالب في تحضير الدروس وأن يكون المدرس مواكباً لطرق التعليم الحديثة وتنويع أساليب التعليم بشكل مستمر.
26. معرفة أنواع الهوايات والأنشطة التي يرغب بها الطّلاب في كل مرحلة دراسيّة ، والاهتمام بها وتوفير وقت لممارستها .
27. حل مشاكل الطلاب بالطرق و الأساليب التربويّة ، والابتعاد ما أمكن عن الطّرق التي تحمل في طياتها مظاهر العنف .
28. أن يأخذ المعلّم دوره خارج الصّف ، ويشعر بمسؤولية خارج الحصة الدّرسية ، ويكون بمثابة الموجه والمرشد ، لأن عدم الاكتراث بما يجري خارج الصّف يؤدي إلى زيادة السّلوك العنفي .
29. غرس بذور الثقة بين المدرّس و الطّالب وبين المرشد النّفسي والطّالب ، وإتاحة الفرصة لهم للحديث عن مشاكلهم ، والاستماع لمعاناتهم .
30. تدريب الطّلاب على حل المشاكل بطرق سليمة ، ومحبّبة يرضى عنها المجتمع .
31. تدريب المعلمين وتعريفهم بالاضطرابات النّفسية وعلم نفس الطّفل ، وأن يكون قادراً على فهم نفسية الطفل في مراحل نموه المختلفة .
32. وضع قواعد السّلوك يضعها الطّلاب بأنفسهم لمكافأة السّلوك الجيد ومحاسبة أصحاب السّلوك الخاطئ.
33. تدريب الطّلاب على كظم الغيظ ـ العفو .
34. عدم شعور المعلّم باليأس من حلّ المشاكل بالطّرق السليمة .
35. الإخلاص بالعمل من قبل المعلمين .
36. البعد عن المنافسة غير الشّريفة (الصّراع ) مع الزّملاء ، وأن يبتعد الطّالب والمدرّس عن الكراهية والحقد .
37. عدم إساءة الظّن في الطّالب ومحاسبته على أمور لم يقم بها .
38. تأمُّل الأثار السّلبيّة للعنف والنتائج المترتبة عليه تجعلنا نبتعد عن هذا السّلوك .
وفي نهاية هذا البحث عن العنف المدرسي و أسبابه و أنواعه ، وطرق العلاج و الوقاية منه . ينبغي أن تتضافر جهود كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع مجتمعة غير متفرقة لتأمين بيئة أسريّة و مدرسية ومجتمعية خالية من العنف و الشّغب ، و أن تكون غاية العمل وثمرته خلق جيل واعٍ مدرك لواقعه التّعليمي و الاقتصاديّ والثقافي المتعثر ، والانطلاق نحو واقع منشود تسوده المحبة والألفة . حماة في 20 / 1 / 2022م