غير مصنف

هل تتم الإنتخابات في ليبيا على يد المزوغي 

 

كتب د. أيمن السيسي

كلما صنع الليبيون حلا لمشاككلهم أوجدت الأطارف الدولية معضلة لتظل ليبيا تدور في فلك القوى الدولية والإقليمية يحارب رجالها بعضهم البعض بأموال النفط الليبي ، فكلما توصلت القاهرة لحلول بعدجمع أطراف الأزمة تصنع لها قوي إقليمية عراقيل ، فقبل أيام دعت المغرب القوى الليبية إلى الذهاب إليها لمباحثات لا طائل منها إلا مايبدو لي لعرقلة و تمييع بل ونسف ماتوصل إليه الفرقاء الليبيون في القاهرة هذا في ظل تدريبات عسكرية تقوم بها قيادة ” الأفريكوم ” في الغرب الليبي لثلاث ألوية هي 111 ولواء 444 و51 ، لما يبدو أنه استعدادا للمواجهة المحتملة بين روسيا وأمريكا في ليبيا ومن ورائها دول جنوب الصحراء ، لكن الهدف الآن هو إجراء الإنتخابات لإختيار رئيسا للدولة الليبية .فضلا عما وصفه اليبيون بالتدخل الأمريكي السافر، بمناقشة القائم بأعمال السفارة الأمريكية في طرابلس مع الفريق محمد الحداد رئيس الاركان العامة في القوات المسلحة في طرابلس ومعاونه اللواء النمروش قائد المنطقة العسكرية الغربية و محمود حمزة رئيس المخابرات العسكرية في الغرب الليبي و قوجيل قائد اللواء 444 تعزيز تبادل المعلومات لمواصلة الشراكة الأمنية بينهما ِ،

وحاليا يقترب البرلمان الليبي من التصديق على حكومة جديدة تكون مهمتها مرحلية وهي إدارة شئون البلاد وإجراء الإنتخابات الرئاسية ، وذلك إتفاقا مع مجلس الدولة الأعلى ، والقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية ( الشرق ) ويجمع أكثر المتنفذين في ليبيا من الجهتين على المهندس محمد المزوغي باعتباره الرجل التوافي في هذه المرحلة ، كما أن إجراء هذه الإنتخابات أصبحت المطلب الأكثر إالحاحا للقوى الليبية سواء البرلمان أو الشخصيات المحتمل ترشحها ويبلغ عددهم 94 ، أبرزهم المشير حفتر وعقيلة صالح رئيس البرلمان وسيف الإسلام القذافي ، كما أن المهندس محمد المزوغي وهو مايجعله مؤهلا للقيام بهذا الدور لكونه الشخصية التوافقية، فهو ينتمي إلى الغرب (ترهونه ) ويحظى برضا الشرق ،و لا يطمح المزوغي للترشح للرئاسة كما ظهر من عبد الحميد الدبيبة الذي أقر وتعهد في جنيف أمام لجنة ال75 هو ومحمد النفي وعقيلة صالح ، ولكنه رغب في الترشح وأعلن عن نفسه مرشحا للرئاسة واستخدم أموال الليبيين لرشوتهم أملا في الحصول على أصواتهم ولم تأت الرياح بما تشتهي سفنه فلم تجر الإنتخابات ، ويرى المراقبون أن هذه الإنتخابات التي ستجرى حسب القانةن الذي أقره مجلس الدولة والبرلمان ولا يقصي أحدا ، مما يسمح لسيف القذافي وعقيلة صالح و المشير حفتر بالترشح رغم معارضة إخوان طرابلس ، وسيعرض أمر تشكيل هذه الحكومة المصغرة (7وزراءورؤساء هيئات ومصالح ) قريبا على البرلمان للتصويت عليها ، وإن كان الإتفاق على المزوغي أمرا بات محسوما ، وأعتقد أنه أكثر الشخصيات مناسبة لهذا الأمر لما نعرفه عنه من إتزان ووطنية حقيقية وأنه صاحب عقلية راجحة ومحب للجميع

 

ويرى المزوغي الواقع في العالم بشكل منطقي بعيدا عن الطنطنات والجعجعات الإعلامية التي يطلقها المرشحون للمناصب العليا في بلادنا العربية والأفريقية ، ويقدر حجم بلاده جيدا وقدرتها على الفعل التغيير وأن المعركة في العالم كبيرة وقوية بين معسكري الأوراس (الصين وروسيا ) والغرب (أوربا وأمريكا) وأن بلاده يجب أن تقف على الحياد لا مع هذا ولا ذاك ، وبرغم ذلك أصبحت بلادنا ساحة معركة ,ان ذلك ليس عادلا لا لهم ولا لبلاده ، ويرى أن على هذه الدول المتدخلة في الساحة الليبية أن تعي جيدا أن هناك شريحة من النخبة الليبية منتبهة إلى أطماعهم ومشاريعهم في ليبيا ومصالحهم المستقبلية في ليبيا والمنطقة ، وهنا يقول المهندس المزوغي أنه بالإمكان توفير الوقت والجهد و” اللف والدوران” والقتل والتدمير الذي تحدثه الجماعات الإرهابية والمسلحة المدعومة من هذه الدول ، و كل ذلك بسبب المطامع الإقتصادية ، وهنا يمكن أن نتفق على هذه المصالح لينعم الجميع بالفائدة ، وبذلك يطرح المزوغي نفسه بخطاب براجماتي نفعي واضح للجميع لأن ” الرزق مخلوف” كما قال الرجل في لقاء تلفزيوني ولكن الذي لا يعوض هو الإنسان الذي يقتل بسبب هذه الأطماع وكذلك ضياع الدولة التي إن ضاعت أو استمرت بهذه الوضعية فإن الجميع خاسر والخسارة هنا في رأيه هي خسارتان المنافع الضائعة والكسب المهدر وخسارة الأموال التي تنفق على القتل في معارك خاسرة ، وعلى ذلك قال المهندس المزوي أنه ينصح هذه الدول التي تتعامل مع ليبيا على منهج العصابات في تتبع الغنيمة والقفز على ثروات الشعب اليبي باتفاقات مع غير ذي صفة وهي تغضب الجيران وتزيد الأزمة إشتعالا أن يقرأوا تاريخ ليبيا بحكم علاقاتهم تاريخيا ، مؤكدا أن هذه الإتفاقات التي تمت سيجيئ من يلغيها ، وعلى ذلك يرى المزوغي أن عليهم أولا التفكير والمساهمة في حل أزمة ليبيا وهو ماماسيجعله ويجعلنا نكسب ولكن بطريقة العقل والمنطق وليس بطريقة السلب والنهب، لأن ذلك لم يعد مقبولا ، هذا الخطاب البراجماتي العقلاني هو ما دفع الدول الكبرى والإقليمية حريصة على التواصل معه، سواء من خلال السفراء أو صحفيين أو مستشارين لرؤسائهم وكلهم تقريبا بلا إستثناء طالب باللقاء معه إلا أن الرجل كما قال لي فضل عير ذلك

 

د. أيمن السيسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى