غير مصنف

د أيمن السيسي يكتب :  بعد إسقاط سوريا :مقاصد الشرع وجند مصر

 

 

 

 

 

أذل النظام العلوي النصيري ملايين السوريين وبطش بهم وقد استكانو لكلب القرداحة وأبية اكثر من خمسة عقود قبل أن يخرجو عليه ، وعندما خرجوا عليه 2011 مدعومين بأموال الخليج هدمت الدولة وكان يمكن بالنذر اليسير منها ، شراء من يستطيع اغتيال بشار داخل قصره ،

 

إذن لم يكن الهدف التخلص من بشار بل كان الهدف تدمير سوريا ، أما فرحة الشعب السوري بالخلاص منه فهي مبررة نتيجة المظالم والاضطهاد والاذلال الذي عاشوه طوال هذه العقود ، فلا لوم عليهم ،

 

ولكن هل وعوا أن 400غارة اسرائيلية قضت على الجيش وهم في غمرة الإحتفالات بالخلاص ، في ليبيا حدث ذلك رغم أن ليبيا لم يكن فيها جيش كالجيش السوري وها هم الليبيون منذ 14 عاما يتقاتلون بأموالهم ، وفي سوريا لم ننرك إسرائيل المراكز البحثية والعلمية دمرتها ،

 

حتى العلماء بدأوا تصفيتهم باغتيال عالم الكيمياء العضوية النابه الدكتور حمدي إسماعيل ندى وعالمة الذرة الدكتورة زھرة الحمصية في بيتيھما بدمشق و أخشى على باقي علماء سورية ، سوريا لم يعد فيها جيش ، وكانت هذه الضربات كما قال عسكريون إسرائيليون أكبر عملية شنتها القوات الجوية الإسرائيلية على الإطلاق”، أما عملياته البرية بإحتلال الجولان فقد أطلق عليها اسم “سهم باشان” هو الاسم التوراتي لمنطقة ما وراء نهر الأردن والمنطقة الواقعة غرب مرتفعات الجولان بما في ذلك نهر الأردن،

 

وهكذا تم القضاء على ثاني جيش عربي بعد جيش العراق الذي حدث له نفس التدمير والإفناء ولم يبق إلا الجيش المصري الذي سبق وأعلن بن جوريون ضرورة التخلص منهم ، ومع إسقاط حوادث التاريخ وتطابق الأحداث لابد أن نعي أن صمود الجيش المصري أمر غير مشكوك فيه ، تماما مثل عقيدته الوطنية وعلى مدى التاريخ كان سقوط جيشي العراق وسوريا وعاصمتيهما إيذانا بتغير المعادلة وتحسن الأوضاع اعتمادا على الجيش المصري وهو ما حدث في حطين وعين جالوت و قبلها بقرون انتصر تحتمس الثالث وغيره من ملوك مصر القديمة ، وسيظل كذلك تنهار مخططات الأعداء عند أقدام جنوده وقد حفظ الله مصر بجيشها وجندها الذين هم خير أجناد الأرض-كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم –

 

 

، وقذ ورد أن الصحابي شريح عبد الرحمن بن شريح الذي لقب بالإسكندراني ، قام عند المنبر بمصر -وذاك عند فتنة عثمان رضي الله عنه-

 

فقال: أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا الْجُنْدُ الْغَرْبِيُّ» وأنتم الجند الغربي، فجئتكم لأكون فيما أنتم فيه، و عن يزيد بن أبي حبيب: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تَكُونُ فِتْنَةٌ تَشْمَلُ النَّاسَ كُلَّهُمْ، لَا يَسْلَمُ مِنْهَا إِلَّا الْجُنْدُ الْغَرْبِيُّ ، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه،: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سَتُجَنِّدُونَ أَجْنَادَكُمْ، وَخَيْرُ أَجْنَادِكُمُ الْجُنْدُ الْغَرْبِيُّ» و في الحقيقة أن سبب قوة الجيش المصري ونقاء عقيدته انه واحدي العنصر ليس به مذاهب ولا ديانات ولا عرقيات ولا جهويات أو قبائلية فجيش مصر مكون من عنصر واحد هو العنصر المصري مسيحي ومسلم لايمكن أن تعرف من المسلم من المسيحي إن تفحصت وجوه الجنود والضباط حتى على المقهى أو في زحام المواصلات لايمكن أن يفرق الرائي أو السامع بين مسيحي و مسلم ، ليس من الوجوه فقط ولكن حتى من الحديث والممارسة اليومية ، وفي التاريخ القريب انتصر الجيش بمكونات هذا العنصر مسيحي ومسلم ومنهم اللواء باقي زكي يوسف المسيحي صاحب فكرة ازالة الساتر الترابي خط بارليف بخراطيم المياه وغيره الآلاف من الأبطال الذين استشهدوا مع اخوانهم المسلمين دفاعا عن بلادهم ،ولن أسهب في عظمة هذا الجيش ووطنية رجاله جنود وضباط وقادته ولكني أذكر بان الدين الإسلامي حث وحض وشجع على الحفاظ على الأوطان باعتبارها من مقاصد الشرع ، وأن .حفظ الوطن هو حفظ للكليات الخمس للشريعة الإسلامية أو حفظ المقاصد الخمس للشريعة الإسلامية…فإذا كانت مقاصد الشريعة حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ المال وحفظ العقل فإن حفظ الوطن هو الأساس في إدراك مقاصد الدين لأن إقامة شعائر الإسلام لا يمكن دون وطن آمن وكذلك حفظ النسل هو المنوط بعمارة الأرض وكذا العقل لا يمكن حفظه بدون وطن وجيش يحافظ عليه ويحفظ له هويته وتاريخه وثقافته من الذوبان في الآخر والتبعية ، ولا أقول سوى أن لدى أبناء مصر الوعي الكافي والإنتماء العظيم والإيمان الراسخ بجيشه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى