“الفن والتنوير وبناء المجتمع”.. فعالية فكرية لمؤسسة “رسالة السلام العالمية”

عقدت مؤسسة “رسالة السلام” العالمية بالقاهرة، ندوة ثقافية حول “الفن والتنوير”، وذلك ضمن خطة العمل الجديدة للمؤسسة التي دشنها المدير العام الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، ورئيس مجلس الأمناء الدكتور معتز صلاح الدين، والأمين العام الدكتور جرجس عوض، وفريق مجلس إدارة المؤسسة، وذلك وفق رؤية المؤسس المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.
حضور فكري مميز
عقدت الندوة مساء الجمعة الماضي، في أحد أندية القاهرة، إذ حاضر فيها الأستاذ الدكتور حسن حماد، عضو مؤسسة “رسالة السلام”، والعميد الأسبق لكلية الآداب بالزقازيق، وأستاذ فلسلفة الفن والجمال، وأدار الفعالية الدكتور معتز صلاح الدين، بحضور نخبة مميزة من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات والمهتمين بالفنون وأعضاء مؤسسة “رسالة السلام العالمية”.
شركاء النجاح
وانطلقت الفعالية بكلمة للدكتور معتز صلاح الدين، الذي أكد دور الفن والتنوير في تشكيل وجدان المجتمع، وأن الفعالية تأتي برعاية المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، وبتعاون بين مؤسسة “رسالة السلام” ونادي “إيزيس سبورت”.
مكانة الفن المصري عربيًا
وأضاف صلاح الدين أن دور الفن مهم باعتباره من القوى الناعمة، فقد كانت هناك وفي الستينات من القرن الماضي خصوصًا، مكانة كبيرة في العالم العربي لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وغيرهما من الفنانين المصريين، وكان يستقبلهم الحبيب بورقيبة رئيس تونس الأسبق في المطار، وكذلك كان يفعل الملك محمد الخامس ملك المغرب، كما كان لأم كلثوم دور مهم في جمع تبرعات للمجهود الحربي، ولكن نلاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك تراجعًا، وأن بعض الأعمال الفنية تعلي من شأن العنف، وهو ما ينعكس سلبًا على فئة من الشباب.
الفن والدين والأخلاق
وكانت الفقرة الرئيسية في الفعالية للدكتور حسن حماد الذي قدم شرحًا مفصلًا للفن والتنوير، وقسّم كلمته إلى المحاور التالية؛ الأول معنى الفن، والثاني معنى التنوير، والثالث علاقة الفن بالدين والأخلاق. وخلال حديثه أكد أن الوصاية هي التي تعطل العقل وتعرقل التنوير، مشيرًا إلى أن التنوير يعتمد على النهضة الثقافية، لذا يجب أن تكون هناك نهضة ثقافية.
وأشار إلى أن الفن أيضًا هو السبيل لرقي الإنسان، “لكن دائمًا نجد ما يسمى (تديين) الأمور ومحاولة الوصاية على الفن”.
القوى الناعمة للفن
ثم واصل حماد حديثه عن دور الفن في تشكيل قوى ناعمة حقيقية، قائلًا: “الفن كان له تأثير وهو قوة مصر الناعمة، وقد قابلت شخصيات عربية كثيرة قالوا لي إنهم تعلموا اللهجة المصرية من الأفلام المصرية، وبالطبع كانت لدينا رموز مثل أم كلثوم وعبد الحليم وغيرهما، لذلك نرى أن كلمات الأغنية كان لها تأثير كبير على الناس، ورأينا أيضًا المسرح وتأثيره، لكن المسرح في مصر حاليًا مات، والسينما في سبيلها لذلك، ودومًا نؤكد أهمية الكلمة المكتوبة مثل الشعر والنص المسرحي والرواية والقصة، وغير ذلك”.
الفن الهابط وتأثيره
وحذر حماد من الانسياق وراء الفن الهابط، وطالب الدولة بضرورة الاستيقاظ لخطورة ما يُقدّم اليوم من فنون أغلبها بعيدة عن قيم التنوير والجمال، مشيرًا إلى أن الفنون في الأصل هي التي أسهمت في بناء الإنسان وصياغة وعي الأجيال، خصوصًا الأجيال السابقة، ومثّلت قوة ناعمة حقيقية للمجتمع المصري والعربي.
نقاش ثري من مفكرين
وعقب كلمة الدكتور حسن حماد، دار نقاش ثري بين الحضور خصوصًا أنهم كوكبة من المثقفين المهتمين بالفكر والتنوير والفن، وكانت أولى المداخلات للباحث محمد الشناوي، ثم تحدث عدد من المفكرين وأساتذة الجامعات وأعضاء مؤسسة “رسالة السلام”، ورؤساء المراكز البحثية، وهم بترتيب المداخلات كالتالي؛ الباحث هشام النجار، والدكتور عبد الله شلبي، والدكتور سمير فاضل، والمستشار رمسيس نجيب، والدكتور عبده كساب، والباحث أشرف راضي، والدكتور جرجس عوض، والدكتور أبو الفضل الإسناوي، والباحث أحمد شعبان، والدكتور محمد أنجيلا من سوريا، والدكتور خيرى فرجاني، والباحث محمد الشنتناوي، والباحث محمد فتحي الشريف.
توصيات وشكر للشرفاء الحمادي
واختتم الفعالية بالتوصيات الذي تلاها الدكتور معتز صلاح الدين، قبل أن يختم الدكتور حسن حماد بتوجيه الشكر والتقدير إلى المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي على الدور الذي تقوم به مؤسسة “رسالة السلام” التي تقوم بدور تنويري مهم للمجتمع، كما وجه الشكر إلى الإعلامي الأستاذ مجدي طنطاوي المدير العام للمؤسسة.