عصام الدين جاد يكتب: الرضا
الرضا باب من أبواب غرف المنزل، قد يواربه البعض لنظرة في الفؤاد، قد تكون اشتياقًا لشيء لا يستطيع تداركه! فلهفة الأشياء تملأ حسنا بشئ يطمس أعين الوجه عن الحقيقة، ولا نعلم معنى الرضا إلا بفقد أو حرمان، أو تمنٍ لتملك نسير إليه بأقدامنا السليمة التي تلامس الزمان.. فنسير بسرعة الوقت دون النظر إليه.
إن جمال معنى الرضا، فيمن يسكنون الزهد حتى وإن كان الغنى ساكنًا أحشاءهم.
أنظر من بابي لأرى كم من البشر فيهم رضا لا نستطيع أن نكيله بالذهب.
الرضا شيء شعوري.. لا نراه إلا في الشدائد والفرح ليتحول هذا الشعور إلى شيء مادي كبير نلامسه بقلوبنا ويخلد في أذهاننا بماء الورد.
ومن معاني الرضا في بساطة الرزق، أن ترزق رزقًا بسيطًا وتملأ نفسك كلمات الحمد وترفع يدك للخالق للشكر وزيادة النعمة.
ومن الأشكال الأخرى عند الابتلاء بمرض يكون الرضا بالابتسام وقت سماع هذه الإصابة فتأخذ حبوب الدواء برضا وصفاء نفس، عن أن الغد مشرق وأنه اختبار من الرحمن.
ويكون من الأشكال الأخرى.. عند فقد الحبيب، يصيبك الحزن ولكن بحكمة الرضا.. أن تحزن برضا لا بمعاني النقم على ما حدث بل بروح خالدة لا تنتهي من الشكر.
إن ما يميز بيوتنا الشرقية هو الرضا، فمع غناء أوروبا لحد الكفاية الإنتاجية والخدمية العالية نرى حالات الانتحار والاكتئاب مع كم هذا الغنى، إلا أن بيوتنا الشرقية يغنيها الرضا فترى الغنى وتحسب من يسكن هذه البيوت الطيبة بأخلاقها أغنياء وهم أغنياء من التعفف.