تاريخ المحامين

عظيمات المحاماه : الدكتورة ” عائشة راتب ” المحامية وأول إمرأة مصرية تشغل منصب سفيرة !!

“لا تنكسر في وجه العاصفة” هن تاريخ للمحاماه ونفتخر بهن ومن منطلق أرشقة التاريخ حتي لا يضيع تهدي نقابة محامي شمال القاهرة هذا العمل ليكون توثيق للتاريخ واعترافًا منا بدورهم العظيم
عاشت المحاماه حرة سيفًا للعدالة

عظيمات المحاماه : الدكتورة ” عائشة راتب ” المحامية وأول إمرأة مصرية تشغل منصب سفيرة !!

عائشة راتب (22 فبراير 1928 – 4 مايو 2013)
محامية مصرية وسياسية وأول إمرأة مصرية تشغل منصب سفيرة و أيضاً أستاذة في القانون الدولي بجامعة ” فؤاد الأول “.

مصر عامرة بسيدات عظيمات لو عددتهم ما أحصيت تظل ذكراهن وإنجازاتهن تفرض نفسها ببصمة لا تمحى
من بين هؤلاء “عائشة راتب”، تدرجت في مجالات شتى لم تكن تحلم بأن تتعمق وتتفوق فيها كما فعلت…

هى أول معيده بكلية الحقوق في جامعة القاهرة وأول سفيرة مصرية وثانى سيدة تتقلد منصب وزيرة هى السيدة عائشة راتب الملقبة بــ”وزيرة الفقراء” التى ولدت فى فبراير 1928 وهى إبنة منطقة الدرب الأحمر.

العادات والتقاليد وسطوة المجتمع الذكورى تحرمها من إعتلاء منصة القضاء…

تخرجت من كلية الحقوق عام 1949 ولم تكن خريجة عادية كانت من العشرة الأوائل فى ذلك الوقت…

كان السنهورى باشا رئيسآ لمجلس الدولة وقد إختار الخمسة الأوائل من خريجى كليتى الحقوق بجامعتى فؤاد الأول بالقاهرة وفاروق الأول ” بالإسكندرية ” للعمل معه فى مجلس الدولة…
نوجه الخريجون الذين وقع عليهم الإختيار إلى المجلس لمقابلة السنهورى وكان الطريف أن بينهم فتاة هى عائشة راتب…

وكانت “عائشة راتب” تسعى للتعيين كمندوبة فى المجلس إلا أن العادات والتقاليد اَنذاك لم تكن تسمح بقبول عمل المرأة فى القضاء وأراد (السنهورى) أن يتصرف بلباقة فإقترح إقامة أمتحان للمتقدمين على أمل أن تسقط الفتاة فى هذا الأمتحان فلا يكون هناك ما يدعو إلى مواجهة المشكلة بصورة مباشرة….

ولكن هذا الأمل قد خاب إذ كانت هى الوحيدة التى نجحت بين المتقدمين وعددهم 15 وبدرجة جيد جدآ فأحال ( السنهورى) المسألة إلى مجلس المستشارين فرفض المجلس تعيينها…
لم تيأس بل ذهبت فى اليوم التالى ورفعت دعوى ضد مجلس الدولة أمام مجلس الدولة نفسه لتخطيها فى التعيين لكن صادفها نفس التعنت إذ أنه رفض شكواها لعدم وجود سوابق لهذه الحالة فى المجلس وعلى الرغم من هذا التعسف بإسم العادات والتقاليد لم تفقد العزيمة بداخلها بل زادت إصرارآ…

أثناء قيامها بالدراسات العليا تقدمت لطلب التعيين كمعيدة بكلية الحقوق وكان هذا أيضآ غريباً على المجتمع الأكاديمى فلم تكن الكلية قد عينت معيدات من قبل لتصبح عائشة راتب (أول معيدة بكليه الحقوق)…

من ثم سافرت إلى باريس لإتمام الدكتوراه وعندما حصلت عليها عادت إلى لمصر عام 1971 وكان ينتظرها الأفضل فقد تم إختيارها ضمن لجنة المائة التى تولت مسؤولية الإشراف على إنتخابات المؤتمر القومى للإتحاد الإشتراكى…

وتم إنتخابها فى اللجنة المركزية التى كانت تناقش مواد مشروع دستور 1971 وبينما كانت غالبية الأصوات تتجه وترحب بتوسيع وزيادة إختصاصات رئيس الجمهورية أعترضت هى على ذلك الأمر وفى حضور الرئيس السادات نفسه…

ومع ذلك النقد من جانبها أخبارها الرئيس السادات كوزيرة للشؤون الإجتماعية عام 1971 فى حكومة محمد فوزى…

و إبان حرب الإستئنزاف ومع زخم الهجرات من مدن القناة إلى المدن الأخرى إشتد النقص فى الإحتياجات الأساسية وأرتفعت الأسعار وإنخفض دخل الفرد فما كان منها إلا أن أصدرت قرار برفع مرتب العسكرى من 2.5 جنيه لــ10 جنيهات …

وخلال حرب أكتوبر كانت تزور المستشفات لرفع الروح المعنوية للجنود وكانت حريصة أن تكون بجانبهم ومساعدتهم وأثبتت عائشة أنها إمرأة الأزمات…

نصيرة المرأة : –

وفى 1975، أقرت معاش السادات والذى كان للفقراء ومعدومى الدخل غير الموجودين تحت مظلة التأمينات وأعطت الحق فى أن يأخذ الشاب المعاش حتى سن 26 سنة نظرآ للظروف الصعبة التى كانت تمر بها ومازالت البلاد فى عدم وجود وظائف وأقرت أيضآ أنه من حق الإبنة المطلقة أن تأخذ معاش أبيها وقانون الأحوال الشخصية وقد أعده فريق من العلماء كان لا يبيح الطلاق إلا أمام قاضى ولكن تفجرت مظاهرات من طلاب جامعة الأزهر إعتراضآ عليه فسحبه السادات…
وهى كانت وراء قانون الخدمة العامة لخدمة المجتمع فى محو الأمية وأصدرت قرارآ يسمح بأن تخصص 5% من الوظائف الحكومية من حق المعاقين…

مع إنتفاضة الشعب المصرى فى 18 و19 يناير ضد غلاء الأسعار قدمت إستقالتها إحتجاجآ على تسمية الرئيس السادات لهذه الإنتفاضة الشعبية بإنتفاضة الحرامية…

وطلب منها الكثير كتابة مذكراتها حول هذه الفترة ولكنها رفضت قائلة:
لم أكن أريد التعرض لرجل أكرمني وإختارني للوزارة مرتين وترك لي مطلق الحرية طوال مدة الوزارة…

بعد عامين فوجئت بتعيين السادات لها كأول سفيرة مصرية فى الدنمارك لمدة عامين ثم انتقلت كسفيرة إلى ألمانيا الغربية…
وفى حياة السادات عارضت إتفاقية كامب ديفيد لكنها عادت لتشيد بها بعد سنوات…

وبعد رحلة علاج دامت 18 عامآ رحلت الدكتورة عائشة راتب عن عمر يناهز 84 عاماً وذلك فى 2013….

رحم الله المرأة الشجاعة …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى