لماذا السادس من أكتوبر 1973؟.. سر التوقيت الذي أذهل العالم
لأن حربنا اليوم هي حرب وعي ولأننا نحتفي بذكري مرور 48 عامًا علي نصر أكتوبر العظيم، أي هناك أجيال كاملة تتجاوز ثلثي الشعب المصري لم تعاصر أكبر معارك خاضتها وانتصرت فيها قواتنا المسلحة، وجب علينا أن ننقل للشباب ليعرف مدي دقة التخطيط والتنفيذ لحرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، وماذا تسجل البحوث العسكرية عن اختيار التوقيت وكيف فوجئ العدو الإسرائيلي بطوفان العبور في هذا اليوم.
* لماذا يوم السادس من أكتوبر؟
يوافق يوم السادس من أكتوبر يوم “كيبور” وهو أحد أعياد اليهود وهو عيد الغفران، وأعلنت مصر وسوريا الحرب على العدو الصهيوني فى هذا اليوم، وذلك وفقا لدراسة الموقف العسكرى للعدو والقوات المصرية، وفكرة العملية الهجومية المخططة، والمواصفات الفنية لقناة السويس من حيث المد والجزر.
* لماذا شهر أكتوبر من شهور السنة؟
وتم دراسة كل شهور السنة لاختيار أفضل الشهور لاقتحام القناة في حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه، وإشتملت الدراسة أيضًا جميع العطلات الرسمية عند الكيان الصهيوني، بخلاف يوم السبت وهو يوم أجازتهم الأسبوعية، حيث تكون القوات المعادية أقل استعدادًا للحرب.
وتم دراسة تأثير كل عطلة على إجراءات التعبئة عند العدو الصهيوني، ووجد أن للكيان الصهيوني وسائل مختلفة لاستدعاء الاحتياطى بوسائل غير علنية ووسائل علنية تكون بإذاعة كلمات أو جمل رمزية عن طريق الإذاعة والتليفزيون.
وكان “يوم كيبور” هو اليوم الوحيد خلال العام الذى تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث، كجزء من تقاليد هذا العيد، أى أن استدعاء قوات الاحتياط بالطريقة العلنية السريعة غير مستخدم، وبالتالى يستخدمون وسائل أخرى تتطلب وقتًا أطول لتنفيذ تعبئة الإحتياطى، ومن هنا تم تحديد ساعة الصفر فى يوم 6 أكتوبر 1973 .
* لماذا تم اختيار عام3 197 بالتحديد؟
تم اختيار عام 73 بالتحديد لوصول معلومات تفصيلية إلي القيادة المصرية بأن الكيان الصهيوني قام بعقد اتفاقيات عن عقود التسليح وعن الأسلحة ونوعياتها التي سوف تصلها في عام 74، لذلك فإن التأخير إلي ما بعد عام 73 سوف يعرض الجيش المصري إلي مفاجآت قد تكلف القوات جهودا وتكاليفا أكثر، إضافة لاستنزاف محاولات الجهود السياسية للوصول لاتفاق يقضي بانسحاب إسرائيل من الأرض المحتلة، وهو القرار الذي وافق عليه كل الدول الأعضاء مجلس الأمن وعطلته الولايات المتحدة بفيتو منفرد، وبالتالي تأكد للعالم انسداد كل سبل الوصول لحل سلمي.
وقام الرئيس السادات بالتصديق علي الخطة، وذلك وسط اجتماع استمر 10 ساعات للرئيس مع حوالي 20 ضابطا من قيادات القوات المسلحة.